قال يسوع: ما جئت لأنقض بل لأكمّل. (متى 5: 17)
قال يسوع: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. (متى 5: 18). إنّ المسيح بإطاعته للشريعة شهد لطبيعتها الثابتة التي لا يعتريها تغيير، كما برهن على أنّه في مقدور كل ابنٍ وابنةٍ من بني آدم إطاعتها طاعة كاملة بنعمته. وقد أعلن وهو على الجبل أنه ينبغي ألاّ تسقط نقطة واحدة أو حرف واحد حتى يتمّ الكل. كل ما يهم الجنس البشري وكل ما له علاقة بتدبير الفداء. إنّه لم يعلمنا أنّ الناموس سيُلغى نهائياً ولكنه يثبت بصره على أقصى دائرة أفق الإنسان ويؤكد لنا أنه حتى يمكن الوصول إلى هذا الحد سيظل الناموس محتفظاً بسلطانه، حتى لا يظن أحد أن رسالته هي أن يلغي وصايا الناموس. فطالما بقيت السماء والأرض فستبقى مباديء شريعة الله. إنّ عدله سيظل ثابتا وباقيا "مثل جبال الله" (مزمور 36: 6) تبعا للبركة تفيض ينابيعه لتحيي الأرض.
المعلم الاعظم 380